دخلت الأميرة جنات، على مجلس الأمير الصالح، تحكي له الحكايات، فقالت: مولاي الأمير، يحكى أنه كان هناك سلطان يدعى عثمان، كان حاكما على مملكة " خيران" يحب نشر الخير والوئام بين الناس، فيسهر على خدمتهم ويهتم بأمرهم، غير أنه كان له ابن عم يدعى الأمير مرجان وقائد الشرطة يكرهان السلطان، ويحقدان عليه، وذات مرة خرج السلطان يتفقد أحوال البلاد فوجد شيخا كبيرا، يعيش فى خيمة وحيدا فى أقصى أطراف المدينة، فاقترب منه وسأله عن حاله، فأخبره الرجل أنه كان له بستان كبير، أعجب الأمير مرجان، فانتزعه منه، وطرده من المدينة، ولما ذهب إلى السلطان يشكو له، استقبله قائد الشرطة وهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور، فحزن السلطان، وسأله عما يؤكد كلامه، فأخرج الرجل له سند ملكية البستان، فعاد السلطان وفى طريقه مر بالبستان، فسأل مرجان، لمن هذا البستان؟
فأحابه مرجان قائلا: أنه لى، كنت اشتريته من رجل، وقد سافر منذ زمان، فقال السلطان: أن الرجل عاد اليوم فأخلى له المكان، فغضب مرجان، وصمم على الانتقام من السلطان، فاتفق مع اللصوص أن يهجموا على القصر ويقضوا عليه ، وأثناء الليل لم يغمض للسلطان جفن، وهنا سكتت الأميرة جنات، فسألها الأمير الصالح في لهفة قائلا:
و ماذا فعل السلطان يا جنات؟
قالت: طلب من الوزير أن يخرجا إلى الرجل الآن ويسلماه البستان ، كما أمر قائد الشرطة أن يخلفه فى مجلسه، وخرج السلطان وبعد لحظات، هجم اللصوص على القصر، فقضوا على قائد الشرطة ظنا منهم أنه السلطان، وعندما رجع السلطان، عرف ماكان، واعترف اللصوص بالمكيدة، وتم القبض على الأمير مرجان ودخل السجن ، وتخلصت البلاد من ظلمهم وشرهم، وهكذا يا مولاي فأن العجلة في الخير تأتي بكل خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق