الأحد، 8 يونيو 2014

منزل الرعب الغامض

منزل الرعب الغامض
كنت طفلا مؤمنا بالجن و خرافات الأشباح و الأرواح أخاف منهم دائما و لا أحتمل البقاء وحيدا في المنزل أو حتى النظر في الظلام . و ما زاد من خوفي حكايات جدتي الخرافية المرعبة .. رغم أنني كنت من عائلة متفتحة فوالداي و أخي الأكبر يسخرون من هذه الحكايات و الأساطير و دائما يحاولون إقناعي بعدم وجود الأشباح و لكنني لا أزال على حافة الشك .. كنت أعيش في حي جميل منازله كبيرة و فخمة و كنت دائما ألعب مع أبناء جيراني . إلا أن شيئا واحدا كان يقلقنا و ليس نحن فقط حتى الكبار و أبناء الأحياء المجاورة .. كان هناك منزل قديم في حينا مهجور منذ سنوات ، يقال أنه كان يسكنه شيخ لطيف و وقور و يحبه الجميع و لكنه توفي في ظروف غامضة و مريبة .. البعض يقول أنه توفي بنوبة قلبية و البعض الآخر يؤكد بأنه قتل و القاتل مجهول . أما الإشاعة الأكثر رواجا فهي أنه انتحر شنقا بسبب خلاف مع أبنائه الذين أرادوا أن يخرجوه من منزله المتواضع وطالبوه ببيع جميع ممتلكاته لكي يستفيدوا منها .. و قيل أنهم بعد وفاته أتوا و أخذوا جثمانه ثم حطموا منزله و خربوا أثاثه و محتوياته ثم اختفوا .. و قيل أن شبح الشيخ يظهر دائما و يركض في ممرات منزله و تسمع أصوات غريبة دائما بعد منتصف الليل و أحيانا يتجول في الحي و يسمع جيرانه طرقا على جدرانهم و أصوات غريبة من كافة أنحاء منازلهم !! هذا ما قيل و أنا لم أكن أصدق هذا .
من هنا تبدأ المغامرة ...
فيوم السبت كان أخر يوم دراسي قبل عطلة الربيع ، و بينما كنت عائدا من المدرسة الساعة السادسة مساء سعيدا بحلول العطلة مررت بجانب شجرة الرمان التي اعتدت على قطف إحدى الثمرات منها . وما كان يخيفني هو أن هذه الشجرة كانت بجانب باب منزل نتشاءم منه جميعا ! .. أظنكم عرفتم عن أي منزل أتحدث ؟ .. نعم انه هو ! .. منزل الشبح . لكنني دائما كنت أتشجع و أحاول نسيان ذلك و إقناع نفسي بأنها مجرد خرافة .. وها أنا ذا أتقدم و أمد يدي بشجاعة و أهم بقطف الرمانة ...

لكن ما هذا الصوت ؟؟ ...

إنه آت من خلف الشجرة ! .. يا الهي ! .. صوت أنين و حفيف أوراق قوي ، فمددت عنقي لأرى ما الذي وراء الشجرة ..

لا يوجد شيء !! .. فالتفت مرة أخرى وعاد الصوت مجددا .. فقفزت بسرعة صائحا أجري . و لما ابتعدت قليلا التفت نحو المنزل بحركة عفوية .. و يا ليتني لم التفت .. يا ليت !! فيا هول ما رأيت !! .. لن تصدقوا .. رأيت شخصا يطل علي من نافذة المنزل المهجور !!! .. كان عجوزا هرما كبيرا في السن عيناه متسعتان و يحملق بشكل غريب مبتسما ابتسامة خبيثة جدا .. انه هو !! .. نعم هو .. انه الشبح العجوز .. الضحية الغامضة ..
يا الهي لا أصدق .. تجمدت دموعي وبقيت أنظر إليه فاتحا فمي بدهشة .. لقد كان مخيفا و خبيثا .. بدت عليه ملامح التهديد و الجدية ثم تمتم بعبارات غير مفهومة و اختفى في لمح البصر !! .
ركضت نحو منزلي بسرعة كبيرة قائلا في نفسي : انه هو .. نعم هو .. لقد رأيت صورته عند جارنا وهو صديق له .. انه هو نفسه ! .. لن أخبر أحدا .. لأنهم سيسخرون مني !!! .
و في الليل كنت تخيلته بجانبي و أرجو أن يكون خيالا و الله أعلم . و أخبرت صديقي فاتضح أنه شاهده أيضا مرة . و قد حاولنا مرة الدخول إلى ذلك المنزل المهجور فسمعنا صوتا يصيح بنا قائلا : اخرجوا حالا !! .
و من يومها لم أعد أرى ذلك الشبح .. و قد انتقلنا إلى حي آخر و لا أعلم ماذا حدث من يومها .
ويبقى السؤال مطروحا في ذهني و أذهان العديد من الناس ; هل الأشباح و الأرواح موجودة فعلا ؟؟ .

هناك تعليق واحد:

المتواجدين الان