ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻭﻻﺩ : ﺣﻜﻴﻢ ﻭ ﺃﻣﻴﻦ ﻭ ﻗﻮﻱ ، ﺃﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﺤﻦ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻄﻠﺐ
ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﻔﺎﻛﻬﺔ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﻣﺮﺓ
ﻛﻞ ﻣﺌﺔ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺎﺋﻲ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺔ
ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﻮﺩﻋﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ”: ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ: ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ
ﺍﻟﺤﺒﻞ.“ !! ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ
ﺃﺑﻮﻫﻢ ﻭﻭﺩﻋﻮﻩ ﻣﺒﺘﺴﻤﻴﻦ . ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻛﻮﺥ ﻓﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻬﻢ
ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ ، ﻃﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻓﺈﺫﺍ ﺷﻴﺨﺎ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻓﺴﺄﻟﻮﻫﻢ
ﺃﻥ ﻳﺪﻟﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﺭﺣﺐ ﺑﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﺃﺣﺴﻦ ﺿﻴﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﺑﺄﻥ
ﻳﺮﺷﺪﻫﻢ ﺇﻥ ﻫﻢ ﻗﻀﻮﺍ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ
ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ
ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺘﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺷﺎﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺮﻣﻖ ﻗﻮﻱ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ
ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻛﻬﺎ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺃﻣﻴﻦ
ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻪ ﻗﺎﺋﻼ”: ﻻ ﺗﺨﻦ ﻣﻦ
ﺃﺳﺘﺄﻣﻨﻚ” ، ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ
ﻭﺍﻭﺻﻠﻮﺍ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻧﺼﻒ
ﻳﻮﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺷﺒﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺣﻜﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻪ
ﻓﻤﻨﻌﻪ ﻗﻮﻱ ﻗﺎﺋﻼ”:ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﻮﻳﺎ ﻓﻬﻨﺎﻙ
ﺍﻷﻗﻮﻯ ” ﻓﺎﻃﻌﻤﻮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﺩﻫﻢ
ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺻﻠﻮﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻓﺄﺭﺍﺩ
ﺃﻣﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻌﺪ ﻭﻳﺠﻠﺒﻬﺎ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﻳﺪﻩ ﺣﻜﻴﻢ ﻣﺴﺘﻮﻗﻔﺎ ﺇﻳﺎﻩ
ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ”: ﻣﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻤﻊ ﺫﻫﺒﺎ ” ﻓﻬﻢ
ﺃﻣﻴﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ ﺃﺧﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ
ﻋﺼﻔﻮﺭﺍ ﻫﻮﻯ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﻓﺄﻧﺘﺎﺑﺘﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﻗﻔﻠﻮﺍ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺃﺑﻴﻬﻢ . ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ
ﺑﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺼﻮﺍ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻝ ”: ﻻ ﺗﺒﺘﺄﺳﻮﺍ ﻃﺎﻟﻤﺎ
ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺤﺒﻞ” ، ﻧﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﺑﻌﺾ ﻣﺘﻌﺠﺒﻴﻦ ﻭﺳﺄﻟﻮﺍﻩ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ” :
ﺃﻱ ﺣﺒﻞ؟”! ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ :
)) ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻻ
ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ (( ﻓﻔﻬﻤﻮﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺇﻟﻴﻪ
ﺃﺑﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ : ﻓﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ
ﻗﻮﺓ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق