الأربعاء، 9 يوليو 2014

اسد سيناء القصة الكاملة

فى العام 1996 وعندما كان السفيران المصرى والإسرائيلى يتبادلان الحديث فى أحد اللقاءات العامة فاجأ السفير الإسرائيلى نظيره المصرى باعتراف أدهشه وأدهش القيادات العسكرية فى القاهرة، وجعل الرئيس مبارك يمنح أحد مفقودى حرب أكتوبر نوط الشرف من الطبقة الأولى.
الحكاية لمقاتل مصرى أطلقت عليه وكالات الأنباء لقب “أسد سيناء”، بعد أن روى سفير تل أبيب فى برلين قصته كاملة، وهى أنه كان ضابطًا فى جيش الدفاع الإسرائيلى فى أثناء حرب أكتوبر، وفى منطقة جبل الجلالة، قتل الجندى المصرى سيد زكريا خليل، ودفنه واحتفظ بمتعلقاته لمدة 23 عامًا، ثم أهداها للسفير المصرى قبل أن يعترف له أنه “مقاتل فذ وأنه قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده”.
المتعلقات عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به، إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندى الإسرائيلى: “إنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة، تقديرًا لهذا البطل، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء”.
وجاء هذا الاعتراف للسفير المصرى من قبل الجندى الإسرائيلى السابق، بعد تردد بالغ فى كشف هذا السر، ويقول السفير الإسرائيلى: “إنه كان مذعورًا من هذا الشخص الذى يقتل رفاقه واحدًا تلو الآخر، ولم يكن يصدق أنه بمفرده، إلا بعد أن استدار من خلفه وفرغ فيه خزينة طلقات كاملة، وقال إنه كان خائفًا، وكان مختبئًا حتى تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد، الذى واجه بمفرده كتيبة مكونة من 100 مقاتل مظلات إسرائيليين وطائرتين هيلكوبتر ودبابتين”.
وهكذا وصلت رسالة الشهيد عريف سيد زكريا خليل إلى أبيه بعد 23 عامًا من كتابتها، لتسطر بأحرفها وسطورها ملحمة الرجال المصريين الأبرار الأشداء الذين صنعوا لأنفسهم ولبلدهم أعظم ملحمة فى القرن العشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتواجدين الان