أسرار تلاعب "أمريكا" بأسعار الذهب عالميا
"الشائعات" سلاح الولايات المتحدة للتلاعب بأسعار الذهب
كيف تتحدد أسعار الذهب عالميا ؟ و هل هناك من بيده التحكم بأسعار الذهب ؟ و إن وجد من بيده التحكم بأسعار الذهب ، فهل يكون ذلك علنا ؟ و هل يسكت أصحاب الاحتياطيات من الذهب على وجود تلاعب يجعل أسعار الذهب بيد دول بعينها ؟ أسئلة تتبادر لذهن الكثيرين ، و سنحاول في هذا الموضوع أن نجيب عنها بشكل علمي ..
من الطبيعي أن يرتبط سعر الذهب بالطلب عليه ، و المعروض منه مثل أي سلعة ، فقوانين الاقتصاد تؤكد أنه كلما ارتفع الطلب على الذهب زاد سعره ، و كلما انخفض الطلب على الذهب قل سعره ، و لكن ذلك لا ينطبق في كل الحالات في الواقع فالطلب المتوقع على الذهب يكون له تأثير على سعر الذهب ، فمثلا وجود شائعة بزيادة الطلب على الذهب تزيد من سعره دون زيادة حقيقية في الطلب على الذهب .
الولايات المتحدة تتحكم في الكثير من مجريات الأمور حول العالم بفضل وسائل الإعلام الأمريكية المنتشرة في جميع الدول ، و التي تسيطر على عقول العالم ، و تسخر أمريكا كل جهودها من أجل التأثير على سعر الذهب ، و لكن هل ترغب أمريكا في زيادة سعر الذهب ، أم في تخفيض سعر الذهب ، الغريب و الغير متوقع أن الولايات المتحدة تسعى دائما لتخفيض سعر الذهب ، و ذلك ليس لقلة احتياطي الذهب لديها حيث أنها تمتلك أكبر احتياطي من الذهب في العالم حيث يبلغ واحد و ثلاثين ألف طن ، و لكن لأن عملتها يتحدد سعر صرفها عكسيا مع سعر الذهب ، أي انه كلما ارتفع سعر الذهب كلما انخفضت قيمة الدولار ، و هو ما يجعل الذهب هو العدو اللدود للاقتصاد الأمريكي .
من أبرز الوسائل الأمريكية لتسويق فكرة تراجع قيمة الذهب هي إشاعة أن هناك كيان كبير في طريقه لبيع ما لديه من احتياطي من الذهب ، و تعتمد على مؤسسات لها سمعة عالمية مثل صندوق النقد الدولي ، و تكفي شائعة مثل لجوء البنك الدولي لبيع جزء من احتياطياته من الذهب ؛ لمساعدة دول أفريقية حتى تنهار أسعار الذهب بشكل سريع ؛ لتوقع الكثيرين انخفاض قيمته . كذلك من الوسائل الفاعلة إشاعة وسائل الإعلام أن هناك مشكلة اقتصادية في دولة ما ، و أن مواطنيها بدءوا في بيع ذهبهم لحل مشاكلها .
تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في سعر الذهب يكون كما رأينا بشكل غير مباشر ، و هو ما يجعل الكثير من الدول الغير راضية عن تلك الإجراءات عاجزة عن مواجهتها ، و خاصة أنها لا تستطيع أن تثبت تلاعب أميركا بأسعار الذهب العالمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق